نحن مسلمين ومسيحيّين اجتمعنا في كنيسة الدير وقمنا بمجلس روحي وقرأنا من سفر التكوين من الكتاب المقدس (غفران يوسف لإخوته ويعقوب لأولاده) وكذلك قرأنا في القرآن الكريم القصة نفسها(سورة يوسف).
وبعد ذلك قرأنا صفحة من محاضرة للشيخ جودت سعيد من كتاب "الخلوة في الأديان" (دار الخليل للنشر). وهنا أيضاً كان كلامه مركزاً حول قوة الغفران و كونه يشكل برهاناً للتقدم الإنساني.
مختارات من أقوال المشاركين:
هل هناك بديل عن العنف ؟
في نص من نصوص الإنجيل نشاهد يسوع/عيسى يستخدم شيئاً من العنف ويطرد الباعة من هيكل الله, ويظهرغضبه باستخدام السوط.
فقلنا أنه غضب بسبب تعدي هؤلاء التجّار على المقدسات. واليوم يغضب يسوع على انتهاك حقوق الإنسان لأنها من المقدسات أيضاً. بيد أن المسيح لم يصل إلى درجة العنف الذي يقتل بل استخدم القوة التي تربي في موقف رمزي: إنها قوة المسالمين.
وسألت إحدى الحاضرات عن معنى شعار الأسبوع (لوغو).
"أوراق الزيتون رمز للسلام"
"نحن على مفترق الطرق .... طريقان النجاح أو الهوةّ والعنف. لا يجب أن نتأخر بالقرار فنحن يجب أن نختار بين الطريقين الآن."
"لو نظرنا إلى الرسم بالعكس، نراه طريقين يلتقيان! إن حبات الزيتون السوداء تشبه شهداءنا الذين لاتقدر قيمة تضحيتهم"
"أتمنى أن تكون النهاية بيضاء كخلفية الشعار!"
"لايمكن نسيان الماضي , مع أنه ضروري للغفران العميق, دون الإدراك الصحيح لآلام الطرف الآخر".
قالت إحدى الأخوات: "أنا من تلّ كلخ وما أعيشه الآن هو فعلأ انقسام المجتمع وهذا يؤثر في داخلي
كثيراً ما أخاف من ازدياد الأحقاد المتبادلة. ولكن في ذات الوقت، توجد هنالك مبادرات شخصية من أجل التسامح والتقارب والوحدة. هناك حاجة إلى مساعي من أجل هذه الوحدة وإلى مبادرة على مستوى الأشخاص الذين يعيشون مع بعضهم. للأسف تقسَّمنا وهذا يجرحنا من الداخل وأحس في نفس الوقت أن هناك بذوراً بدأت بمبادرات صغيرة من كل الأطراف لجمع المتشتتين المتباعدين.
انشاءلله خير!
وبعد ذلك، صديقتنا إيزابيل، الّتي جاءت من بلجيكا لكي تشارك في أسبوعنا هذا من الجهاد الروحي من أجل المصالحة، رَوَت قصةً بقلمها ورسماتها للأطفال عنوانها " قوم الصغير". هي قد كتبت ورسمت هذه القصّة كهدية لأولاد سوريا من بعد سنة من عيشها مع عائلتها في إحدى قراها. فتتحدث القصة عن طفل يريد أن يرى الشمس من أعلى الجبل ولكن أهله يخوِّفونه من الذهاب بسبب علو "حائط النهاية" أي سور القرية ومن الغابة المخيفة المحيطة به ومن خطر الحيوانات الضارية ومن وحشية سكان الغابة البشريين... سوف يكتشف قوم الصغير أن الوحش تألم كثيراً من أهل القرية إذ قتلو أفراد عائلته ويبكيان معا ويتصاحبان وكذلك الأمر مع سكان الغابة والكل يصعد الجبل لشروق الشمس... القصة تعالج الخوف المتبادل وتراكم الآلام التي تولد العدوان وترسخ الأحكام المسبقة والاستعداد السلبي.