كلام المشاركين في لقاء الظهر الروحي
24 أيلول 2011
قمنا في الكنيسة بقراءة من الإنجيل (لوقا: التطويبات، الفصل السادس) والقرآن (الحجرات من 9 الى 11) الكريمين.
وبعد ذلك قراءنا نصاً من محاضرة للشيخ جودت سعيد من كتاب "الخبرة الروحية والتطور لاجتماعي" (دار الخليل للنشر).
ميشيل كيلو كان معنا وقال: ما أذكر من جودت سعيد هو مناظرة له مع الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي. قال البوطي في المناظرة شيئاً جيداً: "هناك الله وليس هناك شيء آخر". فأجابه جودت سعيد: هناك الله وهناك الإنسان ومن لايرى الإنسان لا يرى الله. جودت سعيد رجل سلام، رجل حرية، رجل محبة، رجل بساطة، رجل حقيقة لأن الحقيقة في العادة بسيطة. لا ينطلق الشيخ جودت من فكر أنه على حق والآخر على خطأ. قوله مبني على فكرة قديمة: "صوابي قد يكون فيه خطأ وخطؤك قد يكون فيه صواب". جودت سعيد يمثّل الإسلام الذي نحبه جميعاً، يمثّل الدين يمثّل الإنسانية في أنقى صورها. هو رجل لا يشبه كثيرا هذا الزمن. هو من زمن أمل ورجاء وإنسانية، زمن نتمنى أن نكون جميعا في الطريق إليه وجودت سعيد هو من أبرز رموز هذا الطريق.
فقال راهب من الموجودين: "الله يتجلّى في الحب الذي يجتاز وحشية هذا الكون. عندما يحافظ شخصان على الصلة بينهما عبر الألم في هذا يتجلى الله".
أضاف ميشيل: "البشرية معذّبة هناك الكثير من الظلم والطغيان والعدوان على الإنسان والفقر والتجنّي والأحكام المُسبقة. يجب أن نفصل الإنسان عما يعتقده ونرى البشر كلهم متساوين على الأقل في قيمتهم أمام الله. جوهر الإنسان هو حريته وفي هذا الجوهر يتساوى الناس ولذلك يجب أن يتحرر الإنسان من الظلم والطغيان والأحكام المُسبقة. لا أستطيع الحكم على إنسان لأنه ينتمي إلى معتقدٍ ما, فجوهره يأتي من كونه كائن حر وأهميته تأتي من إنسانيته. يجب أن نتخلص مما في نفوسنا من أدران وشوائب وخطايا لا يجوز أن نعيش في عالم من الكبرياء والتعالي، علينا أن نكون بسطاء ومقتنعين بتساوي جوهرنا كأناس أحرار. على الإنسان أن يكون متواضعاً ويتقبل الآخر بتواضعه كما هو وهذا هو معنى الأخلاق ومعنى الموقف الإنساني. وذكر ميشيل الآية القرآنية التي تقول:" ولا تمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا".
وقال صديقه: "تأثرت عندما رأيت في هذه الجلسة من يقرأ القرآن وآخر يقرأ الإنجيل ولم أكن أتوقع رؤية شيء كهذا، ما يحدث هنا هو شيء عظيم. أظن أن كل المسيحيين يجب أن يروا أننا ربما لانستطيع مقاومة الشر ولكن لا يجب أن نصطف معه".
قال أحد الحاضرين: "الشر موجود منذ زمن بعيد ونجد أنفسنا دائما أمام السؤال عن وجود هذا الشر. في الصمت والصلاة هناك فرصة لنتشجع ويشجعنا موقف يسوع المسيح. في هذا العالم الذي يحترق يمكننا أن نكون الشيء الذي يرفع الحقيقة".
وقال صديق آخر: "عندما رأيت الشعار رأيت طريقين وفكرت أننا مهما اختلفنا سنجتمع يوما ما".
سأل مبتدأٌ: "ماذا يمكن أن تفعل أوروبا في هذه الفترة؟" ميشيل: لا يجب أن تنسى أوروبا وهي تتابع مصالحها كما هو طبيعي أن الإنسان في هذا العالم العربي لديه حقوق وحقوقه منتهكة وعليها أن لاتنسى الإنسان من أجل مصالحها . حقوق الإنسان هي مصلحة كبرى وهي أهم من المصالح المادية. عندما جاء ساركوزي إلى سوريا في 2008 ألقى خطابا قال فيه أن كل بلد يفهم الحرية حسب تاريخه وحسب ثقافته وكأنه يقول أن الحرية ليست قيمة كونية. أرسلت رسالة إليه من السجن قائلا أنه في عام 1790 كان هناك نقاش في الجمعية الوطنية في فرنسا قيل فيه: أي مُضطهَد في العالم هو فرنسي وكل مظلوم في العالم هو فرنسي. تتحدث في يوم عيد الثورة الفرنسية وتنسى أنك ابن الثورة ولا يجب أن تنسى أن الحرية هي قيمة كونية. كل البشر ناضجون ليكونوا أحرارا وعندما يكونون أحرارًا يمتلؤون بالإنسانية أو عندهم فرصة ليمتلؤوا بالإنسانية.
سؤال من إحدى الحاضرات: "إلى أين نحن ذاهبون؟ ".
ميشيل: "نحن أمام أكبر أزمة سياسية واجهناها في تاريخنا والطريقة التي تُعالج بها هذه الأزمة ليست سليمة وقد تقودنا إلى ماهو أسوأ إذا لم نُوقف مسار العنف حيث سيكون هناك ما يهدد وجودنا وحياتنا و حاضرنا ومستقبلنا. يجب أن نوقف مسار العنف ونفتح الطريق للحوار والحرية".