رسالة من مار تيوفيلوس جرجس كسّاب مطران حمص وحماه والنبك وتوابعها إلى أبنائي وبناتي الأعزاء رهبان وراهبات جماعة دير مار موسى الحبشي الرهبانية
إلى أبنائي وبناتي الأعزاء رهبان وراهبات جماعة دير مار موسى الحبشي الرهبانية
سلام ومحبة في الرب،
بناءً على رسالة المجمع الشرقي بروتوكول رقم ٨٤/١٢٠ (Prot. 120/84) بتاريخ ٢٥ تشرين الأول ٢٠٠٦ الموجهة إلينا بخصوص "دستور دير مار موسى الحبشي، النبك – سوريا" الذي حاز على موافقة "لا مانع" من قبل مجمع العقيدة والإيمان عبر مجمع الكنائس الشرقية. وبعد دراسة هذه القوانين من قبل اللجنة الأسقفية، والتي ضمت إلى جانب المطران جرجس كساب، الخورأسقف ميشيل نعمان، الأب رامي قبلان، الأب الراهب يعقوب مراد، والأب الراهب جهاد يوسف، قررنا الموافقة على ما نراه كافيًا اليوم من مجموعة القوانين المذكورة أعلاه، تحت اسم " قوانين دير مار موسى الحبشي الرهبانية، النبك – سوريا" . وبموافقتنا، ستشكل هذه القوانين المنتقاة النواة الأساسية، والهيكلية القانونية، لإعطاء الجماعة الرهبانية الشخصية القانونية الاعتبارية، والاعتراف الكنسي الرسمي، الممثل بسلطة الأسقف المحلي.
نتمنّى أن يتابع هذا الدير رسالته في شرقنا الحبيب، فيكون منارة تهدي الأجيال، وتجتذب الحجاج إلى واحة الدير الروحية، حيث الصلاة، والصمت، والتأمّل، والمجال المفتوح للجميع، على اختلاف مشاربهم، للقاء بالله.
إننا نرى فيكم، ونأمل منكم أن تثبتوا على أمانتكم للتقليد المشرقي الأصيل، خاصة في كنيستنا السريانية العريقة، فتستقوا الأصالة من ينابيع ليتورجيتها، ومن روحانيات آبائها، ومثال قديسيها وقديساتها. كما نشجعكم لتسعوا جاهدين في المحافظة على روابط الأخوّة المسكونية، والوحدة بين الكنائس المسيحية.
نأمل أن تكونوا على مثال إخوتكم الأبكار، رهبان دير مار موسى، ورهبان أديار سورية، الذين جعلوا من أديرتهم واحات صلاة، ومنارات روحية، وبيوت ضيافة واستقبال لجميع الأشخاص، على مختلف مذاهبهم وأديانهم وانتماءاتهم الفكرية ومقاماتهم، وكل من يسعى للقاء مع الله.
نأمل منكم أيضًا اهتمامًا خاصًا برعايانا وكهنتنا ورهباننا وراهباتنا من الكنائس المحلية، كما ونشجع انفتاحكم على كل الناس، من المؤمنين وغير المؤمنين، من سكان بلادنا، ومن الضيوف القادمين إلى ديركم من مختلف أنحاء العالم.
إنكم، ومنذ عشرين عامًا تعيشون في دير مار موسى، متصرفين، بتوكيل من الأبرشية، بأراضي وممتلكات الدير. كما أنكم، ومنذ عشرسنوات، تهتمون بدير مار إليان الشيخ في القريتين. وهذا يشعرنا بالمزيد من المسؤولية تجاهكم. لذلك فإننا نوصيكم بالهدوء والتريث، ونطلب لكم الحكمة في رسالتكم، منتبهين إلى مشاعر جيراننا المسلمين، ومستفيدين من خبرتنا الأصيلة، كمسيحيين مشرقيين، في علاقتنا وحكمتنا مع الجيران، بغرض عيش شهادتكم للإنجيل في هذا المحيط الشرقي العزيز، وفي كل مكان تتواجدون فيه بداعٍ من الدراسة، أو الزيارة، أو لأي سبب من أسباب الرسالة المختلفة.
إنني أوكل الخورأسقف ميشيٍل نعمان بمتابعة التنفيذ القانوني، بما فيه إرسال نسخة مترجمة عن هذا الإعلان إلى حضرة الكاردينال رئيس مجمع الكنائس الشرقية. كما إنني أرغب في أن تجدّدوا نذوركم الرهبانية، جماعيًا، بمناسبة عيد مار موسى، كما أطلب من الأب المؤسّس باولو دالوليو الاستمرار بتولي رئاسة الدير والجماعة لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد.
نبارك تكريسكم وحماسكم، ونطلب لكم بشفاعة العذراء، ومار موسى الحبشي، ومار إليان الشيخ، النعمة والبركة والتواضع لتتجلى فيكم قداسة المسيح.
وبهذا أعلن رسميًا موافقتي على إنشاء الجماعة الرهبانية، وأوقع على قوانينها المتفق عليها، وأثبتّها في كنيسة المسيح المحلية في أبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، وبالتالي في الكنيسة الجامعة بأسرها.
ولله المجد والإكرام
٢٧/٠٨/٢٠١١ عشية عيد مار موسى الحبشي
+ مار تيوفيلوس جرجس كسّاب
مطران حمص وحماه والنبك وتوابعها
للسريان الكاثوليك