رسالة أصدقاء جماعة دير مار موسى الحبشي في النبك وتحالف جماعة الخليل ٢٠٠٨
شكر غير اعتيادي
أيها الأصدقاء الأعزاء، نشكر من صميم قلوبنا كل من ساعدنا على ألا نغرق ماليًا خلال هذه السنة الصعبة. لقد تلقينا مساعدة أشخاص أصدقاء كثيرين وقد شعرنا بقرب الكثيرين.
في هذه الرسالة نخبركم عن وضعنا وعن مشاريعنا. إننا واعون أن الأزمة المالية العالمية الحالية تصعِّب المساعدات والإحسانات وتضع أولوياتنا في الدرجة الثانية من وجهات نظر أخرى.
نعبر عن تضامننا العميق مع كل من يعاني من هذه الأزمة. إننا مقتنعون بضرورة إعادة النظر بما ننتظره حسب الأزمنة والأشكال التي تمر بها الأزمة الاقتصادية العالمية وذلك بروح التضامن.
لقد ارتفعت الأسعار في سوريا بنسبة ٢٥٪ انطلاقًا من شهر آذار ٢٠٠٨ وذلك مع ارتفاع سعر المحروقات خاصة المازوت عصب الحياة الصناعية والحرفية ووسائل النقل و...إلخ. ولهذا الأمر ذهب مفعول طلبنا للمساعدة سدىً.
إن المساعدات التي تلقيناها أتت من عدد محدود جدًا من الأشخاص ومن المؤسسات ومن غير السهل أو المحتمل أن يقوم نفس الأشخاص الذين أنجدونا في ٢٠٠٨ بمساعدتنا بسهولة في ٢٠٠٩. على كل حال مازلنا في طور تحقيق البُنى التي يُرجى منها أن تجعل من دير مار موسى ودير مار إليان مستقلَيْن ومكتفيين ذاتيًا من الناحية المالية وعلى نحو يدوم. (انظر تفاصيل الرسالة).
إن الأشخاص الذين مروا بنا في السنوات السابقة هم عديدون، وإذا كان ممكنًا ممارسة الضيافة على نحو واسع ومجاني فإن هذا يعود إلى شبكة فعالة من المساعدات التي تشكلت باسم إبراهيم خليل الله. لا يجب أن تعتقدوا أننا نستطيع بشطارتنا أن ندبر أمورنا دائمًا أو أن نخلص أنفسنا على أية حال ... عندما نقول أن دير مار موسى يخصكم هذا يدل أيضًا على رجائنا في المشاركة بخياراتكم وأولوياتكم.
كنا عاقدون الأمل على عدد أكبر من المساعدات، أللهم رمزية ولكنها تدل على أن عددًا وافرًا من ضيوفنا يؤمن بما نقوم به. الشيكات أو الإعانات من فئة ٥٠٠ إلى ٥٠٠٠ ليرة سورية (ما يعادل ١٠- ١٠٠ يورو تقريبًا) التي تقدمها ثلة من الأصدقاء يمكنها أن تغطي حاجاتنا ونفقاتنا وتساعدنا على تلبية حاجات المحتاجين والمعوزين من حولنا. نرسل هذه الرسالة إلى أكثر من خمسة آللاف شخص من مختلف أنحاء العالم. إن بعض المساعدات الكريمة بانضمامها إلى كرم الكثيرين تسمح لنا بالتقدم بثقة في مسيرتنا.
في آخر الرسالة تجدون كل الإحداثيات والمعلومات وأرقام الحسابات المصرفية التي يمكن لمن يرغب في المساعدة أن يستخدمها. منذ الآن تقبلوا شكرنا العميق مجددًا.
هاكم إذًا الرسالة إلى الأصدقاء
سلام ومحبة
سلام ومحبة لكل منكم نحمّلها رسالتنا هذه التي اعتدتم على تأخيرها من ناحية ومن ناحية أخرى على حمولتها الكبيرة من أخبارنا. نشارككم بها فرحتنا علّكم تغفرون لنا تقصيرنا في البقاء على اتصال شخصي بكل منكم.
أخبار الجماعة الرهبانية:
الراهب جهاد،
في البداية نريد أن نزّف إليكم خبر النعمة الكبيرة التي غمرنا بها الله وهي بركة الكهنوت لأخينا في الجماعة الراهب جهاد وذلك بعد أن أنهى دراسته الفلسفية واللاهوتية هذه السنة في روما. بالحقيقة كانت فرحة كبيرة شاركنا فيها أهله وأبناء رعيته في قرية قلعة نمرة وقد كانت بالفعل تعزيةً لنا جميعًا وهدية من السماء لأهل جهاد خاصة لأبيه المريض جدًا والذي عاش بركة المشاركة في هذه الخطوة المهمة لابنه الوحيد. إن فرحتنا كانت عارمة بحضور مجموع من رعية كوري الإيطالية على رأسهم الأب أوتافيانو كاهن الرعية الذي كان بالنسبة لجهاد أبًا ومعلمًا خلال فترة دراسته في روما. يقضي الراهب جهاد هذه السنة في الدير كفترة استراحة من الدراسة يهتم فيها بوالده ويعيش شهر عسل كهنوته الجديد. إنه لمن دواعي سرور جماعة دير مار موسى أن يقوم الكاهن الجديد بخدمة رعية النبك لمدة شهر ونصف تقريبًا وذلك تعويضًا عن غياب كاهن الرعية الأب رامي قبلان تلك الفترة وبتكليف من راعي الأبرشية سيادة المطران جرجس كساب. إن هذا يساعد على توطيد العلاقة بين الرعية وديرها. لقد قام الراهب جهاد أيضًا بتدريس مادة الإسكاتولوجيا، الحياة الدائمة مع المسيح في معهد الدروس اللاهوتية المعمقة في مدينة حلب. وهوسوف يقيم، إن شاء الله، في دمشق في ربيع ٢٠٠٩ لدراسة اللغة الألمانية استعدادًا للدراسات الكتابية في معهد الكتاب المقدس بروما السنة القادمة بإذن الله.
الراهب بولص،
يحاول الأب باولو من خلال سفره للمشاركة في مؤتمرات يُدعى إليها ومحاضرات يلقيها في أماكن مختلفة توسيع أفق دعوتنا في الدير وتوضيحها وإطلاع الآخرين على خبرة الجماعة الرهبانية وخبرته الشخصية فيها. وهو مزمع أن يقضي الشهر الأول من العام ٢٠٠٩ في صحراء الجزائر على خطى الأخ شارل دو فوكو مكرسًا الوقت للصمت والصلاة والتعمق في دعوتنا. في الثاني من شباط ٢٠٠٩ سوف يتلقى في بلجيكا دوكتوراه شرف من جامعتي لوفان ولوفن (Louvain-la-Neuve, Leuven) تكريمًا له ولجماعة دير مار موسى الحبشي على المساهمة في "الانفتاح والحوار بين الثقافات والأفكار والشعوب".
الراهب يعقوب،
من خلال مسؤوليته عن دير مار إليان يتنقل الأب جاك بين دير مار موسى ودير مار إليان جامعًا في قلبه بصدق وعمق العزلة مع الله وبنفس الوقت الانفتاح للزوار الذي بدأ عددهم يتزايد يومًا بعد يوم و معطيًا من جهده ووقته لرعيته العزيزة ومشاركًا جماعته الرهبانية في كل اللحظات المهمة لها. كما أن الجماعة تشارك بسرور كبير في كل المناسبات التي تعيشها رعية أو دير مار إليان. ستجدون مزيدًا من أخباره عند الحديث عن دير مار إليان الشيخ.
الراهبة هدى،
بعد عودتها من روما قضت هذه السنة في الدير مشاركة في الرياضات الروحية ومهتمة بالمبتدئين في الدير وقد أتيحت لها الفرصة للذهاب إلى فرنسا والمساهمة في جمع المساعدات للجماعة من خلال مشاركتها في نشاط الكنيسة الفرنسية أثناء الصوم الكبير وقدمت شهادتها عن حياتنا الرهبانية والنشاط التنموي بمساعدة مؤسسة كاثوليكية (CCFD) وهم أصدقاؤنا منذ خمسة عشر عامًا. كما قامت الراهبة هدى بمساعدة كاهن رعية النبك حينها الأب ميشال طعمة بتهيئة الأولاد للمناولة الأولى. سوف تذهب في شهر كانون الأول 2009 إلى كوري ومن ثم سوف تحج إلى مقام السيدة العذراء في لورد وبعدها تذهب إلى بلجيكا للمشاركة بالحفل الأكاديمي لمنح الدكتوراه الشرفية للآب بولص، وقد قامت الجامعة مشكورة بدفع نفقات سفرها وسهر الأب باولو.
الراهب بطرس،
يد الجماعة الخضراء، قام بزراعة أشجار ونباتات عديدة في الجبل حول الدير وهو يعتني بها بأمانة. إنه أيضًا المسؤول عن انتاج الجبنة المتزايد وينظم الاستقبال في الدير خاصة في القسم الرجالي. طلب من الجماعة، وهو شماس رسائلي منذ عدة سنوات، تلقي رتبة الشماسية الدائمة بناءً على رغبته الروحية في مزيد من الخدمة خاصة في إحياء الاحتفالات الليتورجية، وتلتزم الجماعة في التمييز الروحي والكنسي، الفردي والجماعي، لدراسة طلب الأخ بطرس ولاسيما أن من خصوصية دعوة الدير إعادة إحياء الحياة الرهبانية في التكريس العرسي الصوفي بغض النظر عن منح الكهنوت لكل الذكور. بناءً عليه عاد بطرس ليدرس ويتعمق في تعليم الكنيسة الكاثوليكية مما ولّد لديه المزيد من الالتزام والحماس للمتابعة في الطريق التي اختارها.
المبتدئ يوسف،
أنهى سنة الابتداء الثانية وقد أتم الرياضة الروحية الإغناطية مع الأخت هدى في خريف ٢٠٠٧ حيث كانت تعزية كبيرة للجماعة إذ أعطى هذه الرياضة شخص من الجماعة بغض النظر عن كونه موسومًا بسر الكهنوت. وقد عاش خبرة رياضة روحية لمدة شهر في إحدى مغاور الدير تحت إرشاد الأب باولو في خريف ٢٠٠٨ أي على مسافة سنة من نذوره المؤبدة العام المقبل بإذن الله، وذلك كما يقضي التقليد الرهباني لدينا. كما أنه شارك بندوة عن حماية البيئة في الأردن مع مجموعة من الأشخاص من دول عربية مختلفة وكانت خبرة جيدة من حيث كيفية التعامل مع الغابات والحيوانات وسوف تكون له خبرات مختلفة في بلدان عربية أخرى.
المبتدئ دانيال،
أنهى هو أيضًا سنته الثانية من ابتداءه وقد قضى السنة الدراسية ٢٠٠٧ - ٢٠٠٨ مع يعقوب في دير مار إليان للتحضير لامتحان الشهادة الإعدادية والحمد لله اجتاز الامتحان بنجاح. وقد اختار أن يمضي ستة أشهر خارج الابتداء ليتفكر في دعوته وفي مستقبله وقد عمل في دمشق مدة ثلاثة أشهر وهاهو الآن يقضي الأشهر الثلاثة الباقية في بيت السفينة (l'Arche) في خدمة إخوتنا المجروحين في إمكانياتهم العقلية. إن الجماعة الرهبانية تحمله في صلواتها وتطلب له مشيئة الله وتستودعه صلواتكم.
المبتدئة ديان،
أنهت في عيد الصليب سنتها الأولى للابتداء وكانت قد ذهبت في ربيع نفس السنة في حج للأردن لزيارة المغطس مكان معمودية المسيح وهو نفس مكان اختطاف إلياس ومنسكة مريم المصرية. وقد كانت خبرة مهمة لأنها كانت المرة الأولى التي تسافر فيها مع هدى ولكنهما اضطرتا للتوقف بسبب العاصفة الثلجية التي جاءت على المنطقة وبعدها ذهبت ديان مع أورتانس وإميلين من بلجيكا سيرًا على الأقدام واسُتقبلن في الأديرة وعند أهالي مسيحيين ومسلمين ونزلن إلى المغطس وقدمن صلاتهن فيه والله يقبل. إنها الآن في دمشق لمدة شهرين تدرس فيهما اللغة العربية والإسلاميات وتتردد إلى دير القريتين كلما سمحت الظروف.
جماعة الطلاب في كوري - إيطاليا،
الراهب ينس،
يكرس هذه السنة لدراسة اللغة العربية والإسلاميات في المعهد الحبري للدراسات العربية والإسلامية بروما مع متابعة دراسة بعض المواد اللاهوتية المهمة. تمارس الجماعة أيضًا في ما يخص هذا الأخ تمييزًا روحيًا وكنسيًا كما بالنسبة للأخ بطرس في خصوص تلقيه درجة الشماسية الرسائلية وذلك بالنظر إلى رغبة الجماعة في الانطلاق نحو الشرق الآسيوي وتأسيس أديرة أخرى في إيران أو في الباكستان بإذن الله.
الراهبة ديما،
أنهت سنتها الثانية للفلسفة وبدأت بالسنة الأولى لدراسة اللاهوت وتشارك مع ينس في تنظيم اجتماعات جمعية الخليل من أصدقاء دير مار موسى في كوري حيث أنه قبل عودتها مع ينس وجهاد هذه السنة من كوري وبحضور الأب باولو تم تأسيس هذه الجمعية من الأصدقاء المهتمين بدعوة الدير ويريدون مدّ يد العون لنا. كما أنها ترغب بالمساعدة في التعليم المسيح في الرعية في كوري.
مواليد جدد،
لقد رزق مروان و مروة، عائلة صديقة وهو من معاونينا، بابن ثالث هذه السنة واسمه الياس، كما قد رزق مهيار، وزوجته منال، وهو أيضًا من معاونينا بفتاة وهي ساندي رقم اثنان في العائلة وهذا بالنسبة لنا مصدر فرح ورجاء بعائلات كبيرة العدد ومتفائلة بالحياة ومفعمة بالأمل في مستقبل نبنيه معاً ملؤه الالتزام والحب. لا بد لنا أيضًا من ذكر ما أنعم به الله علينا وعلى رعية السريان الكاثوليك في النبك من الخير بالرسامة الشماسية الإنجيلية الدائمة لعبدو الطاير وهو والد مهيار وهو أيضًا من معاونينا.
الأصدقاء،
ماري،
بالنسبة لماري الصديقة الإنكليزية التي قضت معنا سنة في الدير ملؤها الالتزام والمشاركة فقد شعرت من خلال ما عاشته في الأشهر الماضية أن الله يطلب منها البقاء في إيطاليا لمتابعة عملها مع المجموعات وهي على اتصال بنا وسوف تعود لزيارتنا من حين لآخر.
نتالي،
بعد أن أنهت معنا نتالي سنتين من التطوع في العمل بالمكتبة غادرتنا لتعود إلى بلدها تتابع حياتها هناك من جديد. وبالحقيقة قد عشنا معها خبرة جميلة وغنية كواحدة من الجماعة. لقد شاركتنا حياتنا وصلاتنا بسخاء كبير.
رافائيل،
يتابع رافائيل حياته كمتطوع في الدير وخدمته تمتاز بالالتزام ليس فقط بالعمل المكتبي والزراعي بل بالالتزام الروحاني المهتم والفضولي وهو كان قد تلقى المعمودية في جرن كنيسة الدير منذ حوالي الأربع سنوات.
كبيرة،
الآن فيما بيننا فتاة فرنسية مسلمة من أصل مغربي اسمها "كبيرة" تعمل مكان نتالي وستبقى معنا هذه السنة. قد ساهمت مع رافائيل وديان بمساعدة باولو على تنقيح الكتاب الذي كتبه مع إغلانتين لأجل تقديمه إلى دار نشر فرنسية وعنوانه "محبة الإسلام".
إلى جانب المتطوعين السنويين هناك بعض المتطوعيين الجامعيين الذين يلتزمون لأشهر ثلاثة أو ماشابه. لقد مرت بنا "دينا" و"إيرينا" وهما فتاتانروسيتان تدرسان الجعرافية. والآن هناك، ولمدة ثلاثة أشهر، طالب زراعة فرنسي وهو بنجامين. قد قام بإعداد خريطة بيئية حيوية لمحمية وادي دير مار موسى الحبشي تتضمن مشروع دليل للذين يرغبون بالتجوال المنظم في المحمية.
دير مار اليان في القريتين
هذه السنة كانت مميزة، إننا نشعر بفرح كبير يسكن قلوبنا، أولاً لأننا نعيش في الدير القديم بجوار ضريح القديس، وهذا لنا بركة عظيمة نشعر بها كل يوم، خصوصاً أثناء الصلاة. ثانياً، لأن في هذه السنة كنا نعيش اثنان في الدير، أبونا يعقوب والمبتدئ دانيال الذي كان يدرس ليقدم امتحان الشهادة الإعدادية، وقد حصل على نجاح جيد مما زاد فرحنا. ثم أننا في هذه السنة، وبمساعدة المحسنين -عائلة من أصدقاءنا في دمشق وبعض المحسنين في الخارج- قمنا بإنجاز قسم كبير من بناء الدير الجديد. فقد تم بناء القسم الشمالي من الدير، وهو عبارة عن تسع غرف للنوم وليوان في الوسط، وغرفة مخصصة للطعام بجانب المطبخ الذي أصبح مجهزًا بكل اللوازم الأساسية، مما يجعلنا مستعدين حالياً لاستقبال عدد يتراوح بين ٣٠-٤٠ شخص. كما قد بنينا غرفة نرغب بتجهيزها لتكون مكتبة للدير. بعض هذه الغرف مجهزة بحمامات داخلية. يبقى لنا على صعيد البناء الجديد للدير إكمال الجهة الغربية من البناء وهي عبارة عن ستة غرف مبنية من الحجر وداخل كل منها حمام. نرغب بفرش ساحة الدير ببلاط من الحجارة وزراعة بعض الأشجار التي تسمح بغطاء من الفيء الذي يقي حر الصيف. كما نرغب ببناء بوابة لإكمال البناء وترتيبه. هذا الدير سهل الوصول للمسنين وللمعاقين.
أما على صعيد التنقيبات في الموقع الأثري للدير، فقد تابعنا العمل مع البعثة الأثرية التابعة للمديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق، بإشراف الآنسة ورود إبراهيم، وقد وصلنا هذه السنة إلى نتائج مفرحة، إذ كشفنا في وسط الموقع عن حجارة تعود إلى الفترة البيزنطية، مع عمودين من الرخام متوسطا الحجم، كما كشفنا داخل الكنيسة الصغيرة القديمة، حيث قبر القديس متموضع فيها، عن زخارف جميلة وبسيطة من الكلس تغطي الزوايا بين الأرضية والجدران في القسم الداخلي من القاعة أي في قدس الأقداس. كما قمنا بتحضير قسم من عظام بعض الرهبان التي كشفنا عنها في السنين السابقة للدراسة، إذ نرغب في إخضاعها لعملية تحليل بواسطة الكربون /14/ لمعرفة بعض المعلومات التي تؤيد نظرياتنا حول الفترة التي رقد فيها هذا الراهب ... مشوارنا مع التنقيب يكاد يصل إلى نهايته مع موسم السنة القادمة إن شاءَ الله. وأملنا الكبير في المرحلة القادمة هو، ترميم الموقع وتجهيزه ليكون معلماً روحياً وسياحياً يستقبل الزوار والحجاج ليكتشفوا المزيد من الغنى الذي تقدمه سورية للبشرية من إرث ديني وثقافي وتاريخي مميز وهام. وما يميز ديرنا هذا هو وجود ضريح مار إليان داخل قبر من الحجر الرخامي روماني العهد، وقدمه التاريخي إذ يعود إلى نحو القرن الخامس الميلادي، وبناؤه اللُّبني، وموقعه الجغرافي الهام تاريخياً في قلب البادية السورية. إن الطريق التقليدية لقوافل الحجاج والتجار والمسافرين كانت تمر بالدير، فيستقبلهم رهبانه ليرتاحوا فيه ويتباركوا من ضريح قديسنا العظيم، ويأخذوا منه شفاعته زاداً للطريق.
أما على صعيد الزراعة فقد تعرضت أشجار الزيتون هذه السنة لمحنة كبيرة إذ ضربت المنطقة في شهر شباط الفائت موجة من الصقيع أثرت بشكل كبير على الأشجار ونموها والمواسم مما شكل لنا خسارة كبيرة. لقد فقدَ عدد لا بأس به من الأشجار رونقه الذي كان يشكل واحة غناء في وسط الصحراء، هذا بالإضافة إلى الخسائر المادية.
عاشت معنا في الدير أيضاً هذه السنة في فترة الصيف سيدة فرنسية صديقة للدير منذ عدة سنوات اسمها ماري. وكان حضورها جيدًا. لقد ساعدتنا على تطوير مشروع الأعشاب الطبية والعطرية، التي كنا قد بدأنا بها منذ عدة سنوات مع الأخت ديان، وبمتابعة مع المهندس الزراعي رفائيل. كما وقد ساعدت في نفس المجال شابة دمشقية اسمها ديما تدرس الزراعة في جامعة دمشق، وقد عاشت معنا أيضاً فترة من الصيف، لتقوم بخبرة عملية في مجال الزراعة. شهد الدير صيف هذه السنة إقبال من مجموعات من الزوار بشكل شبه متواصل بحيث أننا قبل أن ننهي الغرف استعملناها لاستقبال الزوار من داخل سورية ومن خارجها. في الواقع تنقصنا أشياء كثيرة لتجهيز الغرف كي نستطيع أن نستقبل الزوار بطريقة لائقة ومتواضعة في آن معاً.
التعزية الكبرى لنا هي في الاحتفال بالقداس الإلهي مع جمهور الرعية كل يوم جمعة بعد الظهر أثناء الصيف. إنهم يعبرون عن فرح خاص بالقداس في كنيسة الدير الجديدة. إن الالتزام في هذا القداس منذ سنوات يوم الجمعة خلق رابطاً روحياً هاماً لأبناء المنطقة من جديد مع الدير. أما على صعيد الأنشطة الأخرى فإننا نلتمس تطوراً ملحوظاً في جوقة الرعية من خلال التزامهم الأمين في خدمة الاحتفالات والرتب وقداس يوم الأحد. أما التعليم المسيحي فإنه يسير نحو تحسن بطيء بسبب قلة العناصر من الشباب ذوي الخبرة. أما باقي الأنشطة التي تخص الرجال والنساء في الرعية فهي جيدة وتأخذ إيقاعاً مناسباً لواقعنا في هذه الرعية الصغيرة. حياتنا في هذا الدير العريق تبقى لنا ولكل الزوار مجال لتمجيد الله والشهادة لمحبته ورحمته للناس أجمعين.
نشاطاتنا،
ندوة الرعاة 5/5/2008
كان الهدف من الندوة هو الإصغاء إلى صوت السادة الرعاة والاستماع إلى مشاكلهم وطموحاتهم ومتطلباتهم، ولاقتراح بعض الحلول الممكنة والمتوافقة بين حاجات النشاط الرعوي وبين النشاط البيئي والسياحي في سبيل الإفادة المتبادلة في جو إيجابي. وقد كُتبت رسالة توصية إلى السيد وزير الزراعة تنص على ما اتفق عليه السادة الحضور من تقسيم للمنطقة المخصصة لبناء مركز الزوار والتي مساحتها ٣٥ هكتار إلى قسمين والتي تضم مساحة ١٠ هكتار في المنطقة الملاصقة للمحمية وذلك لبناء المباني الضرورية لمركز الزوار وكذلك وضع المساحة المتبقية وهي ٢٥ هكتار من منطقة التخصيص لصالح خدمة التنمية الرعوية في منطقة النبك. يتم ذلك بإدارة مشتركة بين الأطراف مع التأكيد على عدم الفلاحة والسماح للرعاة بالمرور والاستفادة منها في الأوقات المناسبة. إن الجفاف وغلاء أسعار الأعلاف يدفعنا للتضامن مع الرعاة بالسعي عن طريق بعد أصدقائنا لتوفير العلف لمواشيهم.
ندوة الربيع 4/6/2008
لقد أردنا بهذه الندوة أن نفتتح العقد الثاني لمسيرنا المشترك بيننا كجماعة دير مار موسى الرهبانية وكل فعاليات المجتمع المحلي تعبيراً عن موقفنا الصديق للبيئة. ركزنا على إحدى التحديات الأكثر إلحاحاً اليوم وهي مسألة الطاقات البديلة (الهواء والشمس، التدفئة والتكييف عن طريق ثبات حرارة الأرض، الغازات الناتجة عن النفايات الصلبة) التي تساعد على تنظيم الاستهلاك الجائر للثروات الباطنية. .
واحة روحية في الشام،
اغتنمنا فرصة اللقاء لتقييم النشاطات المتعلقة بمحمية وادي دير مار موسى ولرسم الآفاق المستقبلية لها (بناء مجمّع خدمات للاستقبال في مركز الزوار، "بيت المحمية"، المسابقة المعمارية والفنية لتصور مركز الزوار، "واحة روحية في الشام"، www.shamspiritualoasis.org.
كان هناك معرضان الأول في دمشق والثاني في دير مار موسى عرضت فيها الأعمال الخمسون للمتسابقين وللمشاركين الشرفيين في المسابقة المعمارية سابقة الذكر. كان هناك حضور جيد ممثّل بمختلف الفعاليات المحلية والدولية (ممثل عن الاتحاد الأوروبي) ومشاركة من قبل المنظمات الغير حكومية وقد ظهر اهتمام كبير عند المشاركين لتبني استخدام الطاقة البديلة. وقد عبّرنا عن رغبتنا في استخدام هذه الطرق في البناء الجديد لمركز الزوار. كما أننا سنقوم بطباعة كتاب يشمل العناصر الأكثر تَمَيُّزًا في المسابقة وذلك بمساعدة مؤسسة إيطالية اسمها "كوسف" (COSV) ومؤسسة أخرى تشيكية اسمها "تنوين".
تركز فكرة الواحة الروحية على للسياحة البديلة التي تعنى بالبيئة وبالحس الثقافي، حيث يراعى عدم هدر الموارد، وخاصة غير المتجددة منها، والانتباه بشكل جدي وعلمي إلى العوامل البيئية المتعلقة بموقع الواحة.
ندوة الحوار 4/7/2008-7/7/2008
لقد سعينا كما في كل سنة، بالرغم من صعوبات التحضير، أن يكون مضمون ندوتنا من المواضيع التي تهم أكبر شريحة ممكنة من الناس والتي تتناول تساؤلاتهم وتبحث احتياجاتهم. إننا نولي الحضور اهتمامًا كبيراً في هذا النوع من الندوات حيث يُخلق مجالٌ للنقاش ولتبادل الآراء وللحوار. كانت الندوة هذه السنة بعنوان "التربية الروحية والتنمية الإنسانية" إذ يتماشى هذا الموضوع مع الأسئلة الكبيرة المطروحة اليوم حول ارتباط تطور مجتمع ما بالحياة الروحية للأشخاص وبما يعيشونه على المستوى الإنساني وتأثير ذلك وتأثّره بما يجري اليوم من عنف وحروب .
كان الحضور ملفتاً للنظر هذه السنة وأفضل من السنين الماضية من حيث عدد الأشخاص الذين حضروا لكل فترة الندوة من طوائف مختلفة مع حضور نسائي متميز. لقد استعملنا للمرة الأولى في هذه الندوة الطابق الخامس من دير الحايك الذي يضم أيضًا كنيسة صغيرة.
لقد اختبرنا طيلة هذه السنين أننا لا نكاد ننتهي من بناء غرفة أو جناح إلا ويتم استعماله مباشرة وأحيانًا حتى قبل أن ينتهي العمل فيه فعليًا مما يعزينا ويبشرنا أننا نتعب لبناء الحجر ليكون وسيلة لبناء البشر. يبقى لنا أن نبني في دير الحايك أربعة غرف ورواق كبير بالإضافة إلى خزان ماء رئيسي لكل البناء مما يسمح بإلغاء الخزانات الفرعية وكسب المزيد من المساحة الفارغة. كما أننا نفكر ببناء سور في الجهات التي نراها ضرورية وسوف يتوزع على هذا السور قلايتان أو ثلاثة. لقد قدمت خلال فترة عيد الفطر المبارك صيف ٢٠٠٨ بعض المجموعات برفقة مرشدها الروحي لقضاء رياضات روحية منظمة وقد كان الموضوع ناجحًا بالرغم من الازدحام الشديد في الدير وذلك بفضل إمكانية استخدام الحايك. إن هذا يفتح المجال للتمييز بين أنماط الاستضافة بين السواح الذين سيتمتعون بالسكن في المضافة التي سنبنيها قريبًا إن شاء الله وبين الحجاج والمصلين الذين لهم الأولوية في المكوث في الدير القديم والحايك واستخدام المغاور والكهوف في الجبل.
مركز الزوار،
إن فكرة بناء مركز للزوار تنبع من رغبتنا أن نؤمن لزوارنا الأعزاء مجالاً أوسع للقاء وللنشاطات وذلك من خلال وجود قاعات كبيرة متعددة الاستعمالات (طعام، اجتماعات، تعلم... إلخ) وفسحات يستطيعون فيها أن يتلمسوا أهمية الحياة التأملية والصلاة. كذلك سيكون هناك إمكانية نشاطات ثقافية وبيئية من خلال المتحف التعليمي. نود أيضاً أن نركز مع زوارنا على أهمية العمل اليدوي وقيمته الفنية من خلال وجود ورشات أعمال يدوية مثل ورشة النحاس ونقاط مبيعات لمنتجات دير مار موسى ودير مار إليان. وسوف يضم الموقع أيضاً حقلاً للتخييم. وهذا كله نعيشه مع ضيوفنا محبي البيئة والطبيعة وبطريقة ملائمة لحياتنا الرهبانية تجمع بين الانفتاح على الزوار في كل حين وبين المحافظة على حياة الصلاة.
الدكان،
سينتقل الدكان إلى الطابق الأرضي حيث تصبح زيارته أكثر سهولة للزوار إذا تقع العين عليه فور النزول من الدير. سيأخذ الدكان مكان الكاراج القديم الذي سينتقل بدوره إلى البناء المجاور وهو قيد التنفيذ، أما مكان الدكان القديم سيصبح تابعًا لمضافة الملائكة الثلاث، وسيستخدم كقاعة للقاءات أو للمحاضرات من قبل المجموعات التي ترغب بذلك. يتطور الدكان الذي تأتي المنتجات المباعة فيه من مؤسسات خيرية، باتجاه تشجيع المزيد من التضامن.
مضافة الملائكة الثلاث،
وجدنا أنه من المناسب بناء مضافة بين موقف السيارات في أسفل وادي الدير من جهة وبين الكراج الشرقي من جهة أخرى. سوف تؤمن المضافة بسبب قربها من الدير إمكانية استقبال إضافية للزوار. تضم هذه المضافة حوالي ١٠٠- ١٢٠ سرير في غرف مبنية من الحجر، بسيطة ومريحة ومجهزة بشكل مقبول بعيد عن كل أنواع الكماليات. بالإضافة إلى كنيسة صغيرة يمكن فتحها على قاعة كبيرة مبنية أصلاً للمحاضرات وللقاءات ويمكن أن تصبح بسهولة امتدادًا للكنيسة الصغيرة لتتسع لعدد كبير من الأشخاص تستخدم في أيام الأعياد والازدحام. يتبع هذه القاعة غرفة يمكن استعمالها كمكان للتأمل والصمت وغرفة أخرى معزولة بشكل كامل للتسجيل الصوتي والمرئي. القصد من هذا هو التصدي بشكل إيجابي وموضوعي وسلامي للإنتاج الإعلامي الهادف إلى رفض الآخر والانغلاق والتقوقع على الهويات الإنتمائية بطريقة سجالية معكرة للأجواء والتي تجتاح كثيرًا من شاشات التلفزة والموجات الإذاعية. سيكون هناك إمكانية فطور وغداء للزوار من خلال كافتريا ملحقة بمطبخ للوجبات البسيطة فقط.
بيوت مار موسى للعائلات الناشئة،
إننا نسعى دائماً لنذهب للأبعد لذلك نحاول إيجاد فرص للسكن لبعض شبيبتنا من رعيتَيْ النبك وتأمين فرص عمل لهم بدلاً من أن يضطروا للهجرة أوللانتقال إلى المدن الكبرى. فلتشجيعهم على البقاء في قلموننا اشترت الجماعة الرهبانية قطعة أرض في مدينة النبك بمساحة قدرها 750 متر مربع تقع بين كنيستي السريان الكاثوليك والروم الكاثوليك.
نفكر أن نبني تسعة شقق من أجل السكن لبعض العائلات الشابة كمساعدة للانطلاق في حياتهم إذ أن غلاء أسعار البيوت يجعل من الصعب وأحيانًا من المستحيل التفكير في الزواج. ومن الجدير بالذكر أن عدد أولاد رَعيَّتَيْ السريان والروم الكاثوليكيتين لا يتجاوز 500 شخص. ويود لنا هنا أن نذكر أن بعض العائلات الصديقة للدير المقيمة خارج النبك ترغب أن تنتقل للسكن في جوار الدير. وهذا يشكل لنا علامة رجاء ودعماً لبقاء أبنائنا في النبك وتجديداً للرعية.
إن جزأً من الأرض، 60 متر مربع، يُطل على حي آخر ويمكننا أن نبني هناك ثلاث شقق صغيرة تؤجر لطلاب جامعات أوكعيادات ومكاتب. إن الأجور المُحصلة شهرياً سوف تستخدم من قبل دير مار موسى لغايات رسولية وبالدرجة الأولى لدعم دار الخليل للنشر الفتية العائدة إلى الدير. يسمح لنا القانون ببناء 60% من مساحة العقار، حيث سوف نبني حوالي 450 متر مربع، وقد قررنا أن نترك مساحة كبيرة كبهوٍ للعب الأطفال.
تفوق مساحة الشقة الواحدة المائة متر مربع وذلك لأننا نريد أن نشجع العائلات الكبيرة وأيضاً لأن التقليد الاجتماعي المحلي يتصف بأهمية الحياة داخل البيت ولاسيّما في الشتاء الطويل والبارد. وبما أن المنطقة باردة جدًا في الشتاء وحارة في الصيف لذلك اخترنا استخدام مواد عازلة لتوفير الطاقة والحفاظ على الصحة بينما سوف نقوم بجهد جهيد لكي نوفر شيئًا من المال من خلال تجنب كل أنواع الكماليات. سوف تتألف كل بناية من ثلاث شقق بثلاثة طوابق وسيكون هناك قبو مساحته حوالي 120 متراً مربعاً سيلبي حاجات السكان وقبل كل شيء تستخدم لنشاطات الأطفال في الشتاء. تُسجل هذه البيوت باسم أبرشية حمص وحماة والنبك للسريان الكاثوليك التي يعود إليها الدير قانونيًا. بيد أن المطران صرّح خطياً بحرية التصرف الكاملة بالبناء لجماعة الدير الرهبانية.
لقد تم إنجاز القبو الأول إذ أن هناك مؤسسة كنسية أوروبية قد ساعدتنا في البداية. ليست المساعدة مقتصرة على الأجانب -ولا يجب أن تكون كذلك- فقد كانت مساهمة المحسنين المحليين الذين فهموا غايتنا ملحوظة وإننا لهم من الشاكرين أمام الله. إن كلفة المشروع الإجمالية كبيرة جدًا تفوق إمكانياتنا والعمل الآن متوقف بسبب عدم توفر المال، لكننا لا ندري بعد ما هو عدد القلوب التي سوف يدفعها الله المحب للبشر إلى المساهمة الفعالة.
ورشة أعمال يدوية،
انطلاقاً من تقديرنا لأهمية العمل اليدوي وقيمته الجمالية بغض النظر عن الربح الاقتصادي، ورغبةً منا في خلق مجال عمل لبعض اللاجئين من إخوتنا العراقيين والفلسطينيين بالدرجة الأولى بالإضافة إلى بعض العائلات السورية المحتاجة. رأينا أنه من المناسب إنشاء ورشة أعمال يدوية محافظين من خلالها على الصناعات التقليدية التراثية للمنطقة ولتنمية الحس الإبداعي.
يعاوننا في ذلك صديقنا ريمون وهو من المقربين للجماعة ولنا معه مسير طويل حيث أنه يزورنا منذ سنين مضت ويشاركنا حياتنا من صلاة وعمل. إنه فنان وحرفيٌّ حقيقي وقد شعرنا برغبته بالذهاب للأعمق في علاقته معنا، وستكون هذه الورشة مجالاً لمتابعة هذا المسير معاً. لقد قام ريمون باستحداث عدة أمثلة عن مبخرة دير مار موسى العائدة إلى القرن العاشر وهي متوفرة الآن للبيع في دكان الدير.
دار النشر،
طريق الألف ميل تبدأ بخطوة! أصبحت دار الخليل للنشر حقيقة واقعية بالرغم من أنها ما تزال فتية. إننا نشكر بعض الأصدقاء الألمان الذين قدَّروا قيمة هذه المبادرة ودعموها بشكل فعال. يقوم الصديق أديب الخوري بمراجعة وإعداد نصوص المحاضرات السنوية التي تلقي في ندوات الحوار الديني والثقافي التي نقيمها في الدير حتى تتم طباعتها باللغة العربية كما أنه يقوم بتحضير بعض النصوص المهمة وترجمتها إلى العربية. إن الكتاب الأخير كان تحت عنوان "الخبرة الروحية وتطور المجتمع" وهناك كتب أخرى قيد التحضير. لمزيد من الاضطلاع على منشوراتنا يمكنكم زيارة موقعنا الجديد باللغة العربية www.al-khalil.org أو يمكنكم مراسلة أديب على العنوان التالي ahlawsahla@al-khalil.org.
خاطرة من الراهب جهاد
أود القول أننا شيَّئنا كل شيء، كل الكائنات حتى الله! يريد الإنسان التحكم بكل شيء بواسطة التقنية أو "التكنولوجيا" بل ويتفنن بإيجاد طرق جديدة أكثر تقدمًا وتقنية للسيطرة على أخيه الإنسان. نحاول بواسطة التقنية أن نشرح ونفسر كل شاردة وواردة، أن ندير و"ندبر" كل شيء. هكذا فقدنا الحاجة لذلك "الله" الذي كان يشرح لنا كل غامض ويكشف لنا كل مكتوم. إننا نعيش الآن في قفص التقنية والذي لا يمكن أن يخلصنا منه إلا الله وحده. إنه هو الأحد الآتي دائمًا يروحِنُ كل شيء حتى التقنية وبدون أية عداوة أو إلغاء. لم يعد الله بئر الأجوبة الجاهزة المعلبة بل ينبوع الدهشة الأصلية التي مازالت تفاجئنا في أطفالنا. على الفكر الحذر حتى لا يسلِّم إلى التجربة التي تغويه ليشيِّءَ الكل: الله، الصلاة، العقائد وحتى المسيح الآتي. لِنَتتلمذنَّ إذًا لعمق وروعة تواضع عائلة الناصرة ودعتها المدهشة. لندع أنفسنا تنسحر أمام منطق أمثال الإنجيل غير المعتادة بل "غير المنطقية" فهي تزرع الرجاء في نفوسنا مرتقيةً بها إلى سموٍ دائمًا أعمق. ليس "التبشير الجديد" أن نقول أشياءَ جديدةً، بل هو قول الأشياء نفسها بحلة جديدة. ماراناتا، تعال أيها الرب يسوع.
متحدون بعمق وبصداقة صادقة،
جماعة الخليل الرهبانية