إلى الراهب السوري بولص
عزيزي بولص ,
تحية عربية سورية و بعد ,
شعرت بالخجل و أنا أقرأ بعض ردود الفعل حول المحنة التي تتعرض لها حاليا في وطنك سورية .. تلك الردود التي لم تتناول ما قلته و أوضحته في كتبك و محاضراتك و إنما ركزت على كونك إيطاليا لا يحق له الخوض في غمار الشأن العام السوري ...
الخجل لان هكذا طروحات تعني ان سورية بلد خارج الزمن و ان ثلاثين عاما من العمل فيها و محبة اهلها و التحدث بلسانها لا تكفي لتجعل من المرء سوريا".. في اغلب دول العالم المتمدن تكفي بضع سنوات من الاقامة و الدفع المنتظم للضرائب لكي يتمتع فيها المرء بالمواطنية الكاملة ... و البعض في وطننا ما زال يرى في القبيلة و رابطة الدم الشكل الاوحد للانتماء ..
عزيزي بولص ..
قد لا نختار الاوطان التي نولد فيها و لكننا نختار الاوطان التي تسكن القلب و الروح ... الوطن "العروس" كما قلت .. بهذا المعنى كنت زوجا" وفيا" لعروسك .. أحببت سوريا و أهلها كما أحب الأخ كريستيان الجزائر و حملها في قلبه حتى آخر لحظة من حياته ..
لطالما احببت يسوع الناصري النجار الكادح البسيط و أردت أن تكون تلميذا" له ... لقد ولدته امه في مغارة بعيدا" عن " وطنه الأم " وسط لا مبالاة الجميع .
اتمنى ان تجتاز هذه المحنة كما اجتزت غيرها من قبل ...
مع محبتي
ابراهيم