27 أيلول
القراءات:
إنجيل يوحنا الفصل 13
سفر التكوين الفصل 21 من 8 إلى 21
الفصل 25 من 7 إلى 11
سورة البقرة الآية 207 إلى 213
قاموس اللاعنف لجان ماري مولّر
وعقّب أحد الحاضرين على آيات القرآن الكريم فقال : الآيات بشكل عام تدعو للدخول في السلام والابتعاد عن العنف، إن العنف هو إتباع أهواءنا والشيطان والسلام هو إتباع الله، الآيات تعطي دليلا واضحاً على أنّ الإنسان غير مفطور على الشرّ.
وقالت إحدى الحاضرات : الكثير من الناس يقولون أن الإرهاب عمل عنفي محض بينما تُبرر أعمال عنيفة أخرى كالحرب من أجل تحقيق السلام والأمن، فهل هي تقضي على المذنبين فقط ؟
يجب علينا أن لا نقابل الإرهاب بالعنف أيضاً، فأخطر الأمور هي أن نسمح إيديولوجية العدو الإرهابية أن تنتقل إلينا. الإرهاب هو لقب يوضع من مجموعة لمجموعة معارضة لها فممكن أن نكون نحن إرهابيين في نظر الذين نطلق عليهم هذا اللقب.
وعبّر أحد الأشخاص عن رأيه فقال : عبر التاريخ السلطة استخدمت لقب الإرهاب ضد الأشخاص الذين يقاتلونها وبنفس الوقت يعتبر "الإرهابيون" بأنهم يقاومون ضد طغيان السلطة، لذلك علينا التميّز بين الإرهابيين والمقاومين و لكن يجب التميز ايضا بين من هم مستعدين للموت من اجل هدف نبيل ما و الذين يطلبون الموت فالموت وسيلة و قناعة و ليس هدفا
هناك الكثير من الإرهابيين لديهم رغبة في الموت أكثر من الدفاع عن قضية و هم أشخاص مريضين يجب معالجتهم فالرغبة في الموت يعدّ مرض نفسي.
قالت إحدى الراهبات : الإرهاب هو عنف يتخطى حد الإنسانية ممّا يدع الناس يخافون منه فالإرهابي ضد الإنسانية جمعاء.
وسأل أحد الرهبان : كيف نوفق بين من يمجد ربه من خلال الإرهاب وآخر من خلال اللاعنف؟
وقالت إحدى الراهبات : ليس هناك اي مبرر لأي عنف، فلا يحق لنا أن نبرر أي عنف مهما كان صغير ومهما كان الغاية منه.
وأضافت إحدى الحاضرات أن الإرهاب ليس فقط الإرهاب المادّي لكن هناك الإرهاب الأعظم وهو الإرهاب المعنوي النفسي.
قال أحد الحاضرين : في وجهة نظر كثير من الدول، أعمال المقاومة التي تقوم بها المقاومة في فلسطين هي إرهاب بينما إذ أقدمت إسرائيل بقصف إحدى أبنية غزّة فهذا حق مشروع لها في الدفاع عن النفس.
وقصت إحدى الحاضرات علينا قصة عن "جان غوز" وهو شخص ملتزم كثيراً بقضايا اللاعنف فقالت: أراد أحد الناس أن يسأل "جان" عن إذا كان وحده ماكثاً مع ابنه وأتى شخص آخر يريد أن يقتل ابنه فماذا يفعل؟ فأجابه "جان": بالطبع سأسرع بإطلاق النار عليه، لكن إذا عدت وفكرت في أن ابني هو ابن الله وذلك الشخص هو ابن الله أيضاً فسأحاول أن أحميهما هم الأثنان على حد سواء, وأمنع حدوث العنف قدر استطاعتي.
تحدث أحد الحاضرين فقال : إذا قابلت شخصاً إرهابياً بعمل عنيف سنكون نحن الأثنان مرضى.
وذكر أحدهم أن جماعة اللاعنف يشعرون أن موقف الله في حياتهم هو موقف رفض النزاع المسلح، والله يريدنا أهل السلم والسلام حتى لو كلفنا ذلك التضحية بحياتنا.
الخلاصة:
اللاعنف هو معالجة أخي العنيف ومعالجة العنف الذي يكمن بداخلي, وإذا اعترفتُ بأن الآخر أخا لي عندئذ حتى في قلب النزاع ومهما بلغت درجته سيكون هناك فرصة أخرى للمصالحة وتوطيد السلام.